"نَديم يَخْلَعُ قِناعَهُ / كَيْفَ تَصْنَعونَ قِناعًا؟"


تاريخ: 14-02-2021
  
كاتب : اماني اسدي
  

 جَرى في الشّارِعِ بِكُلِّ قُوَّتِهِ، وَقَطَعَ المَسافَةَ مِنَ الجامِعِ إِلى البَيْتِ‬

       في أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ دَقائِقَ. كانَ يُريدُ أَنْ يَلْحَقَ بالمُسلْسَلِ الذي يبدَأُ

       بَعْدَ أَخْبارِ الثّامِنَةِ مَساءً. إِنَّهُ يُتابِعُ مُسَلْسلَ «فارِسٌ بِلا جَوادٍ»، الَّذي

5     يُناقِشُ أَحْداثَهُ مَعَ أَصْدِقائِهِ في اجْتِماعِهِمِ اللَّيْلِيِّ حَتّى الْواحِدَةِ ‬

       صَباحًا، وَلا يَنْبَغي أَنْ يَفوتَهُ شَيْءٌ مِنْ أَحْداثِهِ.

          لَقَدِ‭ ‬اتَّصَلَ‭ ‬بهِ‭ ‬إِمامُ‭ ‬الْجامِعِ‭ ‬في‭ ‬الحَيِّ‭ ‬الّذي يُقيمُ فيهِ، وَطَلَبَ مِنْهُ

       أَنْ‭ ‬يُؤَدّيَ‭ ‬أَذانَ‭ ‬العِشاءِ،‭ ‬فَالمُؤَذِّنُ مُتَوَعِّكٌ وَلَنْ‭ ‬يَسْتطيعَ‭ ‬المَجيءَ.‭ ‬وَهُوَ‭ ‬

       صَوْتُهُ جَميلٌ وَيَسْتَهْوي المُصَلّينَ وَالنّاسَ المُحيطينَ بِالجامِعِ. وكَمْ مَرَّةً

10   سَمِعَ المُصَلّينَ يَقولونَ: ما أَرْوَعَ صَوْتَ هذا الصَّبِيِّ! وَكانَ آخَرُ يَقولُ:

       إنهُ وَلَدٌ أَديبٌ أَيْضًا وَخلوقٌ.

       كانَ‭ ‬هذا‭ ‬الْكلامُ‭ ‬يُفْرِحُهُ‭.‬

    ‭     ‬ وَصَلَ‭ ‬أخيرًا‭ ‬إِلى‭ ‬الْبَيْتِ‭ ‬بَعْدَ عَناءٍ شَديدٍ،‭ ‬وَفَتَحَ‭ ‬البابَ‭ ‬وَهُوَ‭ ‬يَلْهَثُ‭.

      - «هَلْ بَدَأَ المُسَلْسَلُ!؟» صَرَخَ بِهذهِ الْعِبارَةِ في وَجْهِ أُخْتِهِ.

15   - قالَتْ أُخْتُهُ مُحْتَجَّةً مِنْ طَريقَتِهِ في الْكلامِ: «أَلا تَسْأَلُ أَوَّلًا كيفَ حالُ

       أُمِّنا‭ ‬المَريضَةِ‭ ‬وَالَّتي‭ ‬هِيَ طَريحَةُ‭ ‬الفِراش،‭ ‬قبلَ‭ ‬أن‭ ‬تَسْأَلَ‭ ‬عن‭ ‬المُسَلْسَلِ ؟

       أَهذا ما تَعَلَّمْتَهُ في الجامِعِ؟ أَهذا ما تَعَلَّمْتَهُ في المدرسة؟»

       لَمْ يَرُدَّ عَلَيْها، وَظَلَّتْ عَيْناهُ مُعَلَّقَتَيْنِ بِالشّاشَةِ. كانَ التِّلفازُ قَدْ بَدَأَ

       لِلتَّوِّ‭ ‬في إِذاعَةِ إِعْلانٍ تِجارِيٍّ. لا شَكَّ أَنَّ المُسَلْسَلَ قَدْ بَدَأَ قَبْلَ دَقائِقَ.

20   ثُمَّ عادَ المُسَلْسَلُ «فارِس بِلا جَوادٍ»، وَكانَتِ الْأَحْداثُ مُثيرةً، شَغَلَتْهُ

       عَنْ كُلِّ ما حَوْلِهِ.

‭  ‬        بَعْدَ قَليلٍ سَمِعَ صَوْتَ أُمِّهِ وَهِيَ تُنادي مِنْ غُرْفَتِها. إِنَّها تُريدُهُ أَنْ‬‭ ‬

       يُخْفِضَ صَوْتَ التِّلفازِ المُزْعِجِ لَها. وَتقولُ لَهُ: «نَديم.. قُمْ إِلى كُتُبِكَ،

       يَكْفي تَضييعُ الْوَقْتِ».

25   تَظاهرَ‭ ‬أَنَّهُ‭ ‬لا‭ ‬يَسْمَعُها‭.

‭   ‬       وَلكنَّ أُمَّهُ أَصَرَّتْ: «قُم يا بُنَيَّ، لا أَظُنُّكَ سَوْفَ تَنْجَحُ في امْتِحاناتِكَ الْفَصْلِيَّةِ. مُسَلْسَلاتٌ

       وَسَهَرٌ خارِجَ الْبَيْتِ، وَالدُّروسُ هيَ آخِرُ ما تُفَكِّرُ فيهِ».

‭   ‬       أَمّا هُوَ فَكانَ يَرى أَنَّها تَمْنَعُهُ مِنَ التَّرْكيزِ في المُسَلْسَلِ. فَقالَ لَها: «أَنا حُرٌّ، أَنا كَبِرْتُ...

       أَنا سَأَعْمَلُ ما أُريدُ، وَلا أُريدُ أَنْ يَتَدَخَّلَ بي أَحَدٌ».

30   ‬   لَفَتَ انْتِباهَهُ في المُسلْسَلِ ما يَقومُ بِهِ بَطَلُ المُسَلْسَلِ. فَهُوَ يُحارِبُ أَعْداءَہُ ويَهْرُبُ

       مِنْهُمْ، وطريقَتُهُ في ذلكَ فَريدَةٌ، فَعِنْدَہُ مَوْهِبَةٌ غَريبَةٌ، إِنَّهُ يَقومُ بِصُنْعِ أَقْنِعَةٍ يَضَعُها عَلى

       وَجْهِهِ لِكَيْ يَتَنَكَّرَ وَلا يَعْرِفَهُ أَحدٌ.

‭         ‬ وَخَطَرَ في بالِ نَديم أَنَّهُ أيضًا يَضَعُ الأقنَعَةَ عَلى وَجْهِهِ دونَ أَنْ يَدْري. إِنَّهُ يَتَنَكَّرُ مِثْلَما

‭      ‬ يَفْعَلُ الْمُمَثِّلُ. قِناعٌ يَلْبَسُهُ عِندَما يَذْهَبُ إِلى الْجامِعِ، قِناعٌ كُلُّهُ هُدوءٌ‭ ‬وَوَداعَةٌ،‭ ‬قِناعُ‭ ‬

35   الْإِنسانِ المُتَدَيِّنِ الوَديعِ الطَّيِّبِ، يَمْدَحُ الْكُلُّ أَدَبَهُ وَطيبَتَهُ وَصَوْتَهُ الجَميلِ الّذي يَجْعَلُ

‭ ‬      المُصَلّينَ‭ ‬يَخْشَعونَ‭.

‭   ‬       وَعِنْدَما يَعودُ إِلى بَيْتِهِ يَخْلَعُ هذا القِناعَ وَيلبَسُ قِناعًا آخَرَ، قناعَ إنْسانٍ فَظٍّ «يَشْخَطُ»

      في أُخْتِهِ وَيَرُدُّ بِطَريقَةٍ غَيرِ مُهَذَّبَةٍ على والِدَتِهِ. وصوتُهُ الّذي كانَ منذُ دقائقَ جميلًا،

‭ ‬      يُصْبِحُ‭ ‬عاليا‭ ‬مُزْعِجًا‭ ‬رَهيبًا‭.‬

40 ‭   ‬  وَهُناكَ قِناعُ المدرسةِ أَيْضًا. فَعِنْدَما يَذْهَبُ إِلى المَدْرَسَةِ، يَتَظاهَرُ بِأَنَّهُ مُهْتَمٌّ جِدًّا ‬

‭‬       بِزُمَلائِهِ وَخُصوصًا ابْنَ المُديرِ، الّذي يَحْرِصُ أَنْ يُساعِدَہُ في كِتابَةِ واجِباتِهِ. وَلكِنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ‭ ‬

       أَصْدِقائِهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬شِلَّةِ‭ ‬اللَّيْلِ، يُخْبِرُهُمْ كَمْ هو ساذجٌ وَمُتَأَخِّرٌ في دُروسِهِ، وَكَمْ يَسْتَغِلُّ مَرْكِزَ ‬

       أَبيهِ‭.‬

‭   ‬       وهناكَ‭ ‬قِناعٌ‭ ‬لِأَصْدِقائِهِ‭ ‬مِنْ‭ ‬شِلَّةِ‭ ‬اللَّيلِ،‭ ‬وَهُمْ‭ ‬زُمْرَةٌ‭ ‬مِنَ‭ ‬المُستَهْتِرينَ،‭ ‬حَيْثُ‭ ‬يَكونُ‭ ‬مَوْضوعُ

45   الحَديثِ عَنْ فُلانٍ أَوْ فُلانَةَ، وَعَنْ أَفْلامِ السّينِما الْجَديدَةِ وَمُسَلْسَلاتِ الْعُنْفِ، وَأَحْدَثَ

       أَغاني «الفيديو كليب» وَغيرِها..

       ياهْ، كُلُّ هذهِ أَقْنِعَةٌ، يَلْبَسُها الإنْسانُ حَتّى أَنَّهُ لا يَعْرِفُ أَيَّ قِناعٍ هُوَ وجْهُهُ الْحَقيقِيُّ،

       وَأَيُّها‭ ‬هُوَ‭ ‬المُزَيَّفُ‭.

‭   ‬      عِنْدَما خَطَرَتْ بِبالِهِ كُلُّ هذهِ الْأمورِ، وَظَهَرَتْ لَهُ حقيقةُ الْأَقْنِعَةِ واضِحَةً، ذَهَبَ إِلى

50 ‭  ‬التِّلْفازِ وَخَفَضَ صَوْتَهُ، وَذَهَبَ إِلى أُمِّهِ المَريضَةِ وَقَبَّلَ رَأْسَها، وَتَوَجَّهَ إِلى أُخْتِهِ واعْتَذَرَ لَها،

       وَدَخَلَ إِلى مَكْتَبِهِ لِيُحَضِّرَ دُروسَ الْغَدِ.

                                                                                                     مِنَ‭ ‬الإنترنت‭ - ‬بتصرّف

أَجيبوا عَنِ الأسئله التّالِيَةِ اعْتِمادًا عَلى النَّصِّ «نديم يخلع قناعه»

 

 

 

 

*1- ما اسْمُ الفَتى الَّذي تَتَحَدثُ عَنْهُ الْقِصَّةُ؟

 

 

 

 

*2- لماذا اسْتَدْعى إِمامُ الْجامِعِ نَديمًا، وماذا طَلَبَ مِنْهُ؟

 

 

 

 

*3- كيفَ كانَتْ شَخْصِيَّةُ نَديم في الجامِعِ؟ وَهَلْ كانَتْ تَخْتَلِفُ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ في

البَيْتِ؟

 

 

 

 

*4- ما عَدَدُ الْأقْنِعَةِ الّتي يَرْتديها نَديم بِحَسَبِ ما يَقولُ؟ وماذا يُمثِّلُ كُلُّ قِناعٍ؟

 

 

 

 

*5- يَسْتَعْمِلُ بَطَلُ المُسَلْسَلِ الْأَقْنِعَةَ في: (أكثر من جواب)

 

  • أ. التَّنَكُّرِ

  • ب. الهَرَبِ مِنْ أَعْدائِهِ

  • ج. تَمثيلِ المُسَلْسَلِ

  • د. مُحارَبَةِ الأعداء

 

 

 

 

‮*6- «أَلا تَسْأَلُ أَوَّلًا كَيفَ حالُ أُمِّنا المَريضَةِ..» (السَّطر 51- 61). هذا الْكلامُ قيلَ

بِهَدَفِ:

 

  • أ. التَّوْبيخِ

  • ب. الإرشاد

  • ج. التَّعْليم

  • د. التَّشْجيعِ

 

 

 

 

*7- أيُّ واحِدَةٍ مِنْ شخصيّاتِ نديم تُعْجِبُكَ، وَأَيُّها لا تُعْجِبُكَ؟ وَلِماذا؟

 

 

 

 

*8- اُكْتُبوا مِنَ النَّصِّ جُمْلَةً تُعَبِّرُ عَنْ رَأْيٍ وَأُخْرى عَنْ واقِعَةٍ (حَقيقَةٍ).

رأي   

واقعة  

 

 

 

 

*9- ما هيَ الْفِكْرَةُ الْمَرْكَزِيَّةُ  في هذهِ القِصَّةِ؟

 

 

 

 

*10- أَشِرْ إِلى الصِّفاتِ التي تَنْطَبِقُ عَلى الشَّخْصِ الّذي يَلْبَسُ الْكثيرَ مِنَ الأَقْنِعَةِ؟

 

  • أ. مُنافِقٌ

  • ب. مُمثِّلٌ

  • ج. لِصٌّ

  • د. صادِقٌ

  • هـ. مُثقَّفٌ

  • و. مُتَدَيِّنٌ

  • ز. مُخادِعٌ

  • ح. مُتَعَلِّمٌ

 

 

 

 

*11- فَسِّروا الْجُمَلَ التّالِيَةَ:

أ. فاتَني قِطارُ التَّعْليمِ. 
ب. فاتَ الْوَقْتُ المُحَدَّدُ لِلاعتراض. 
ج. فاتَني قِطارُ السّاعة الواحدة. 
د. فاتَني أَنْ أَذْكُرَ اسْمَكَ في الِاجْتِماعِ. 
هـ. فاتَني العَدّاءُ في السِّباقِ. 

 

 

 

 

*12- اختاروا الايحاء المُناسِبِ لِلْكَلِماتِ التي تَحْتَها خَطٌّ :

أ. وَصَلَ أَخيرًا البَيْتَ بَعْدَ عَناءٍ شَديدٍ، وَفَتَحَ الْبابَ وَهُوَ يَلْهَثُ.

 

  • الفَرَحُ

  • التَّعَبُ

  • اللّامبالاة

  • النَّشاطُ

 

ب. ما أَرْوَعَ صَوْتَ هذا الصَّبِيِّ.

  • الغَضَبُ

  • الفَرَحُ

  • الفَخْرُ

  • الإِعْجابُ

 

 

KINDIX | Powered by Sadel Technologies Ltd | הצהרת נגישות | بموافقة وزارة التربيه والتعليم